كلمة وزير الشؤون الاجتماعية

ان المسافة التي تفصلنا -نحن الراشدين أيا كانت مواقعنا- عن الأطفال والشباب لا تنحصر في كونها مسافة زمنية، تقاس بعدد السنوات فقط، كما أن مسألة قربنا منهم تتخطى كوننا نعمل جاهدين في تقديم خدمات مختلفة وتلبية احتياجات أساسية لهم بحيث نرى انفسنا كمتعهدي حقوق فاعلين وناشطين ونراهم عناصر ضعيفة جاهزة فقط لتلقي الخدمات أو الافادة من الحقوق،


ولا يتم تقريب تلك المسافة الشاسعة التي أتحدث عنها الا بادراكنا أن الصغار هم شركاء الكبار في المسؤولية والادراة والحكم، وبايماننا بقدراتهم واستعدادنا لفسح المجال امام افكارهم ومبادراتهم التي لاتنحصر بأمورهم الخاصة فقط، بل بكافة نواحي البيئة التي يعيشون فيها وبالتالي بشؤون المجتمع بأسره،


ان هذه الرؤية الواعدة تجسدت اليوم في مواثيق ثلاثة أطلقها أطفال وشباب المجالس البلدية للاطفال في الشياح،الجديدة- البوشرية – السد وعجلتون،


ولئن كان تشكيل مجلس بلدي من الاطفال هو اللبنة الأساسية التي أنجزت باتجاه تكريس مبدأ مشاركة الاطفال، فان المواثيق الثلاثة التي بين أيدينا هي باكورة أعمال المجلس المذكور وهي الخطوة الأوسع التي خطاها هؤلاء الاطفال والشباب باتجاهنا، كي يثبتوا انهم على قدر المسؤولية التي وضعناها بين أيديهم،

وانني كوزير للشؤون الاجتماعية الجهة الرسمية الراعية لهذه العملية الديمقراطية أحيي جهود البلديات الثلاث واثني على جهود رؤسائها في متابعتهم الحثيثة لهذه المبادرة واحتضانهم لها، كما أدعو المجالس البلدية الاخرى لأن تحذو حذو البلديات الشريكة وتأخذ على محمل الجد مسألة مشاركة الأطفال في كافة نواحي الحياة العامة ضمن البلدية كنموذج مشرف للحوكمة المحلية التشاركية،

كما لا يسعني في الختام، الا ان اتوجه بالشكر الى السفارة الايطالية ومكتب التعاون الايطالي للتنمية لدعمهما الذي يتخطى الاطار المادي ويولي أهمية للجانب التقني المبني على اساس تبادل الخبرات والتجارب لتقديم الأطفال...


وزير الشؤون الاجتماعية
وائل أبو فاعور